الميديا و خلط المرجعيات سماع الكلام في غياب المتكلم و انفتاح التاريخ على الأنثروبولوجي -- محمد بن حمودة
خيرة سماع الكلام في غياب المتكلم كانت نتيجة التمكن من القدرة على استنساخ الصورة و الصوت آليا و هو ما استدرجهما نحو مسار يحولهما إلى علامات موسومة بمفارقة بعينها إنها نسخ و لكن أصلية نسخ يقوم مقام لشىء عينه و منه العودة لأفلاطون بوصفه أول من شهر تشهيرا لاذعا بالسيملاكر أي بالشبيه إلى حد يربك الفارق بين الأصل و النسخة هذا الطابع السائل للأغراض جعل المرجعيات تتداخل على نحو يراوح بين أقصى الريح و أقصى الخسارة. فبعد أن كانت النخب الاجتماعية الحداثية تسعى لإنتاج شفافية تسمح للدولة بأن تزيل لا شفافية permet d’avoir le don d’ubiquité الاجتماعي ها هي في مواجهة مهن تفترض القدرة على تمكين المواطن من ضرب من الحضور الشامل بحيث يستطيع الجمع بين الحضور في محله و الحضور في محل الحلدث الذي يتم تغطيته و بذلك تحولت الحقبة من مجتمعات الصناعة إلى إلى مجتمعات الاعلام و لكن نتيجة لهذا الخلط في المرجعيات فقد العمل تجوهره نظرا لأن الحاسوب و الهاتف المحمول و الشبكة العنكبوتية و غيرها من أدوات المؤانسة رفعت الحدود بين مكان العمل و مكان الترفيه من ناحية و بين زمن العمل و زمن اليومي من ناحية أخرى (حتى دور العبادة أصبحت تضع لافتات تمنع الهاتف الجوال لشطبه لخط الفصل بين وضع العبادة و سباق اليومي) الحاصل هو أن تحول السينما بعد ذلك إلى فن صناعي سمح بربط قاع المجتمع مع سقفه و هو ما سمح له باستدراج الابداع نحو منطقة تستدعي من الفن أن يصبح ثقافة بالمعنى الأثنولوجي للكلمة و بالتالي تمكن من تذويب الفني في الثقافي إجمالا. أصبحت الحرية في منافسة مع السلط التقليدية و فعلا كانت كل الرباطات التقليدية مبتية على السلطة سلطة الحاكم سلطة رجل الدين سلطة الأب و الزوج. كل هذه الرباطات لمجرد أنها مبنية على السلطة هي في طريقها إلى التفكك أما بناء رباطات أخرى تحل محلها فغنه لم ينته بعد و لهذا السبب تدنت العلاقات الإنسانية بعد الثورة السمعية البصرية. و هي الأن أقل قدرة من العلاقات السابقة و لا تستطيع تحرير الأنا على نفسها أو طائفتها المهنية. من تخوفاتها و بتجاوز التشتت الموالي لتنوع الاختصاصات يصبح الابداع مدعوا للتمحور و ( le fondamental) بالتالي ينجح الابداع في إضفاء الطابع الابداعي على كل الحياة حول هاجس و مقولة الجوهري و هي الخاصية التي كان يفتقدها الفن الكلاسيكي. لا يمكن للمرء أن يجعل إنتاجه مفيدا سياسيا إلا عن طريق تجاوز التخصص في عملية الانتاج من وجهة النظر البرجوازية و لا بد من انتهاك الحواجز التى يفرضها التخصص يشكل مشترك من جانب القوى المنتجة التي أقيمت هذه الحواجز للفصل بينهما. و بهذا الاعتبار فغنه يصبح من الصحيح القول بأن التعددية الثقافية تربط نقد الفاشية بنقد الديمقراطية فالديمقراطية الحقيقية هي شعب يهتم بالديمقراطية و لا يمكن أن يهتم الشعب بشكل مباشر إلا بما يقع في محيطه المحلي و على العموم فإن ذكاء المواطنين العام أقدر على توليد الصالح العام محليا و عالميا شخصيا أشك في وجود أي علاج نام الصلاحية إلا في شكل جمعي (يأخذ بنية الديني من دزن مضامينه) يؤمن به الناس بصدق و حماس لدرجة يطغى فيها على حياة الغريزة وامتياز هذا المقترح الجمعي قدرته على تلبس صيغة المشروع المتحور حول تصور للجماعية ذلك أن الفرد هو أساس كل المشاريع التحررية و لكنه لا يمكن أن يكون غايتها لأنه لا يمكن للفرد أن يكون غاية وجوده و نهايته
